موسوعة الطيور

0

موسوعة الطيور



تتميز الطيور عن بقية الحيوانات الفقارية بالريش المغطي لجسمها والمنقار القرني الذي يغطي فكيها ، ويقدر عدد أنواع الطيور المختلفة في العالم بنحو عشرة آلاف نوع يختلف كل منها عن الآخر من حيث الحجم والشكل والعادات وتتوزع في جميع أنحاء المعمورة بين القطبين الشمالي والجنوبي، وحتى الجزر النائية الصغيرة لا تكاد تخلو من الطيور، ويقدر العلماء مجموع أفراد الطيور في العالم بمائة ألف مليون طائر. يحد من التنافس بين الطيور في الحصول على الغذاء أن بعضها ليلي النشاط على حين أن بعضها الآخر يمارس نشاطه خلال النهار، فالبومة السمراء والباشق مثلا هما من الطيور الجارحة لكن الأول يصطاد ليلا والثاني يصطاد نهارا. تمتاز ذكور الطير عن إناثها عادة بألوان جذابة مزركشة يكون لها دور مهم في التكاثر، وتختلف ألوان الطيور بحسب أنواعها ولا شك أن هذا التباين قد جاء نتيجة التكيف لبيئات مختلفة في كل حالة.



معظم الطيور تبني أعشاشها بنفسها وتحضن صغارها وتحميها لفترات متباينة، بيد أن بعض الطيور تخلّت في تطورها عن سلوكها الطبيعي في حضن البيض فأصبحت تعيش متطفلة على أعشاش طيور أخرى. تمتاز معظم الطيور بقدرة فائقة على الطيران، فالطيور ذات الأحجام الكبيرة مثل طائر البجع والطيور الجارحة الكبيرة تركب التيارات الهوائية الصاعدة لتقطع مسافات شاسعة بأقل جهد ممكن. وثمة طيور أخرى كالحباري تقض الكثير من وقتها على الأرض وهي قادرة على العدو السريع، وكثير من الطيور مكيّف للمعيشة في الماء ومن أمثلتها البط والإوز التي تجيد السباحة.


التكيف للطيران:

لكي يستطيع الطائر أن يطير ويحلق بحرية عليه أن يحقق عنصرين هامين هما خفة الوزن والعمل على زيادة قوّته واندفاعه، ويتطلّب الطيران أيضا وجود جناحين يدعمانه ويرفعانه في الهواء، وامتازت الطيور عمّا عداها من الفقاريات بتحورات خاصة، وقد تهيأت هذه الأمور تطوريا من خلال تحوّر الطرفين الأماميين إلى جناحين وكذلك من خلال عدة تحورات فسيولوجية هامة أدت إلى نجاح كبير في ارتياد الهواء.


تحورات للطيران:

اكتسبت الطيور خلال تطورها صفات عديدة هيأتها من ناحية البنيان والوظيفة والسلوك للنجاح في الطيران، فانفتحت أمامها فرص عظيمة للنجاح البيولوجي والتطور السريع. ومن أهم تلك التحورات ما يلي:

تحور الطرفين الأماميين إلى جناحين: اصبحا يشكلان عضوي الطيران الأساسيين وقد اقتضى الأمر تغيرات تطورية في هيكل الطرف الأمامي جعلت منه أداة بديعة للطيران، وازداد سطح ذلك الطرف بعدة سبل منها ظهور ثنية جلدية خلفية بين العضد والجذع وثنية جلدية أخرى أمامية بين العضد والساعد، ثم اختزال عدد الأصابع وحجمها. علما بان الريش الذي يغطي الجناح قوي ومرن وخفيف ويسهم إلى درجة كبيرة في زيادة سطحه. وقد عادت بعض فصائل الطيور ففقدت القدرة على الطيران، وهنا نجد أن الجناحين اصبحا مختزلين كما هي الحال في النعامة وأقاربها أو تحورا إلى زعنفتين صغيرتين نسبيا كما في البطريق.




وجود هيكل عظمي للطيور يتميّز بتكيفاته الخاصة للطيران: تمتاز العظام بخفة وزنها وخاصة في الطيور الكبيرة وهذه مسألة مهمة وضرورية لتخفيف الوزن النوعي ومن ثم تمكينها من الطيران يضاف إلى ذلك أن العظام الطويلة الكبيرة تمتاز بوجود فراغات هوائية متصلة بالأكياس الهوائية. ولما كان الطيران يتطلب جسما متماسكا لذا تكون العظام متصلة اتصالا دائما وثابتا فعظام الجمجمة يتصل بعضها ببعض والتحامها التحاما تاما. والأسنان غير موجودة عادة مما يخفف الوزن وتمتاز الجمجمة بكبر حجاج العين. وحدثت الكثير من التحورات في العمود الفقري والأحزمة الكتفية والعجزية. فاغلب الفقرات ملتحمة، وكذلك عظم العجز المركّب. أما عظم القص الزورقي فيهيئ سطحا كبيرا يساعد في وجود عضلات صدرية كبيرة وهي أساسية في عملية الطيران، وعظم القص أكبر حجما واكثر بروزا في الطيور النشطة الطيران، كما يضمر ويصبح اقرب إلى التسطح في الطيور عديمة الطيران. وهناك تحورات عديدة في عظام الجناح والأرجل كدمج أو اختزال بعض العظام ، ويلعب الهيكل العظمي دورا بارزا في شكل الجسم الانسيابي.




نشأ الريش الذي تطور من حراشف قرنية كانت توجد في أسلاف الطيور من الزواحف. ويمتاز الريش بخفة وزنه وقوته وهو قادر على ضرب الهواء بكفاءة عالية. ويعمل الريش على المحافظة على درجة حرارة الجسم ومنعها من التبعثر، والريش على ثلاثة أنواع رئيسة:

الريش المحيط (القلمي): يظهر على سطح الجسم ويعطي شكله العام. وأطول وأقوى الريش المحيط هو الريش القلمي المتصل بالجناحين والذيل. وبفحص ريشة قلمية تحت المجهر تظهر أجزاؤها وقوة تماسكها.

الوبر(الريش الخيطي): يقع عند قواعد الريش المحيط وتمتاز اسيلاته بعدم وجود الخطاطيف.

خفّة الوزن: وهي صفة هامة تحققت للطيور عن طريق عدة سمات منها:

وجود الريش الذي يخفف الوزن النوعي للطائر.

التحورات الخاصة للهيكل العظمي والتي تميزت بقوته وخفة وزنه.

اختزال أو ضمور بعض الأعضاء الداخلية في بعض الطيور إذ ليس في الأنثى سوى مبيض واحد فقط. وعادة ما يضمر المبيض في غير موسم التكاثر، كما وان تكوين البيض لا يحتاج إلى فترة زمنية كبيرة فالطيور ليست ملزمة بحمل البيض لفترة طويلة، أما فيما يتعلق بالجهاز الإخراجي فقد اختفت المثانة البولية ويتم التخلص من الفضلات النيتروجينية علىصورة حامض البوليك مما يقلل كمية الماء اللازمة للإخراج وعليه فالطائر ليس بحاجة إلى حمل كمية كبيرة من الماء.




شكل الجسم الانسيابي : يسهّل على الطائر اختراق الهواء بأقل مقاومة ممكنة.

معدل عال من الايض والتنفس الخلوي يوفران الطاقة اللازمة للنشاط العضلي الذي يتطلبه الطيران، ويعتمد هذا المعدل الايضي العالي على:

جهاز تنفسي عالي الكفاءة يوفر الكميات اللازمة من الأكسجين والواقع أن التنفس في الطيور اكفأ منه في الثدييات، ويمتاز بوجود أكياس هوائية تؤدي إلى تخفيف وزن الطائر وتعمل على تشتيت جانب كبير من الحرارة الناتجة من النشاط العضلي الكبير وبذلك تبقى درجة حرارة الأعضاء الداخلية في النطاق الطبيعي.



جهاز دوري عالي الكفاءة: الطيور من ذوات الدم الحار وتحافظ على درجة حرارة ثابتة لأجسامها فهي قادرة على الاستمرار في نشاطها الحيوي حتى لو انخفضت درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه. وقلبها ذو أربع حجرات وعليه فالدم المؤكسد مفصول كليا عن الدم غير المؤكسد. والدورة الدموية سريعة وذات كفاءة عالية. وهناك أوعية دموية خاصة تساعد عند الحاجة على سرعة دوران الدم في الجسم، ويمتاز الدم باحتوائه على نسبة عالية من الجلوكوز للتزود بالطاقة المطلوبة.




جهاز هضمي يمتاز بسرعة وكفاءة عملية الهضم وقدرتها التحويلية العالية إلى بناء أنسجة الجسم وعليه فالطيور ذات معدل ايض عالي. وهناك الكثير من التحورات في الجهاز الهضمي بين الطيور تبعا لطريقة معيشتها ونوع غذائها كتحور الجهاز الهضمي في الطيور آكلة الحبوب لتلائم وظيفته مثل الحوصلة والمعدة الهاضمة والقانصة وردبي المستقيم.

وهناك تحورات أخرى ساعدت الطيور على ارتياد الهواء بيسر وسهولة منها:

الجهاز العصبي الذي يمتاز بتحورات خاصة في المخ والمخيخ مما جعل له أثرا عميقا في تنسيق عمل العضلات المخططة المهمة في حفظ توازن الطائر وعملية الطيران.


كبر حجم العيون بالنسبة إلى الجسم وما ينتج عنه من قوة أبصار تجعل ارتياد الأفاق أمرا سهلا وميسورا.

كيف يحمل الهواء الطائر:




يلعب الشكل الانسيابي دورا مميزا في تقليل مقاومة الهواء، وتسمح الأجنحة للطائر بالتحليق في الهواء والاندفاع فيه إلى الأمام وللجناحين شكل انسيابي في المقطع العرضي ويتصلان بالجذع فوق مركز ثقل الجسم تقريبا. وحركة الجناحين الرئيسية هي إلى الأعلى والأسفل. ويحمل الجناح الريش الأولى الكبير وهو أساس في عملية الطيران، وفي الطيور الكبيرة يكون اتصال الريش بعظام الجناح ذاتها، ويمتاز السطح العلوي للجناح بكونه محدبا بينما السطح السفلي مقعرا، وهذا الاختلاف في الشكل يؤدي إلى زيادة الضغط اسفل الجناح مما عنه أعلاه مؤديا إلى دفع الطائر إلى أعلى والى اسفل.



الرفرفة والتحليق:

تختلف الطيور كثيرا في حركة جناحيها فبعضها يحلق والبعض الأخر يرفرف، وبعضها يرفرف عند بدء الطيران ثم يستخدم التيارات الهوائية ليحلق أو ينزلق فيها وبعض الطيور تستخدم الرفرفة والتحليق حسب ظروف طيرانها وخاصة في عملية الصيد كما في بعض أنواع الطيور الجارحة. والطيران المرفرف اصعب بكثير من الطيران التحليق أو الانزلاق وصغار بعض الأنواع تنجح في الطيران المرفرف حال مغادرتها العش الذي فقست به ودون سابق تجربة، وتتناسب سرعة الرفرفة تناسبا عكسيا مع حجم الطائر، فالطيور الكبيرة كالنسور مثلا ترفرف أجنحتها مرة كل ثانية تقريبا، والطيور متوسطة الحجم كالحمام والغربان والبط تضرب بأجنحتها ثلاث مرات في الثانية، وفي الطيور الصغيرة كبعض العصافير الدورية فتصل الرفرفة إلى 30 ضربة في الثانية، وتبلغ الرفرفة ذروتها في الطيور المغردة الصغيرة والتي لا يزيد حجم بعضها عن حجم الفراشة كالطائر المغرد الفلسطيني(عصفور الشمس الفلسطيني) لتصل ضربات الجناح إلى ما يزيد عن مائة ضربة في الثانية.

https://www.facebook.com/khaldmoghazy

0
https://www.facebook.com/khaldmoghazy

ملكة النحل

0

ملكة النحل

ملكة النحل فوق قرص العسل , وكما نري فإنها محاطة بدائر ة من الشغالات التي تسمي بالوصيفات
الملكة وتسمى أيضاً ب‍أم الطائفة وهي أنثى كاملة التكوين، ويوجد في كل خليَّة ملكة واحدة فقط (إلا في حالاتٍ استثنائيَّة). وهي أكبر حجماً من بقيَّة النّحل، ولها بطنٌ طويل، ذو نهايةٍ مُستَدِقَّة. تبدو أجنحتها قصيرة ولكنّها في الحقيقة أطولُ قليلاً من أجنحة الشّغّالات، وصدرُها أعرض من صدور بقيّة أنواع النّحل، ولونُ أرجل الملكة أكثر زُهُوّاً، يميلُ إلى اللّون البُرتُقاليّ-البُنّي. وتبدو في أغلب الأحيان أكثر نُعومةً، واشدّ لمعاناً من بقيّة جماعة النّحل. تنحصرُ وظيفة الملكة في وضع البيض الذي ينتج عنه جميع أفراد الخليَّة، وللملكة حُمَةُ لسع مقوَّسة، بعكس حُمة اللّسع المستقيمة الموجودة عند الشّغّالات (العاملات) وهي لا تستعملها إلا في معركتها مع ملكة أخرى منافسة لها في الخلية.[1]
وتعتبر الملكة أطول أفراد الخلية عمراً فهي تعيش في المتوسط أربع سنوات، ونجد أن ملكة النحل قد فقدت غريزة الأمومة نتيجة لزيادة التخصص الذي صارت إليه فأصبحت وظيفتها وضع البيض وتقوم الشغالات و برعاية الحضنة وتغذيتها بدلاً عنها، ويلاحظ إن الملكة محاطة بدائرة من الشغالات وهي تسمى وصيفات هذه الشغالات تحميها فتقدم لها الغذاء الملكي وتنظف جسمها بلعقها، كما إنها تقدم لها الغذاء الملكي الذي تفرزه الشغالات صغيرة السن من غدد خاصة في رؤوسها بشكل مباشر بدون تخزين.[1]

محتويات

الملكة العذراء

وهي ملكة لم تلقح بعد وتكون شبيهة بالنحل الشغال حيث إن بطنها صغير وتتميز بسرعة حركتها على الأقراص بمساعدة أجنحتها وبشكل متوتر وقلق والملكة العذراء لا تلقي عناية من الشغالات إلي أن تتلقح حيث إنها تتعذي بواسطة ذكر واحد أو أكثر وتحتفظ بالحيوانات المنوية في القابلة المنوية وللملكة مبيضان كبيران عدد فروعهما (250 - 400 فرعاً) والملكة الجيدة تضع 1500 - 2000 بيضة يومياً وذلك في الظروف المناسبة كما أن للملكة الملقحة وظيفة أخرى غير وضع البيض وتعتبر غاية في الأهمية حيث أظهرت الأبحاث الحديثة أن هناك رائحة خاصة تفرزها من غدد خاصة يعتقد أنها توجد في الفك العلوي وهذة الرائحة تعمل علي جذب الشغالة لها وهناك رائحة أخري توجد على أجزاء الجسم الملكة تعرف بإسم الرائحة المانعة[1]
وهذة المادة تنشط في وجود مادة أخري تدعي (Queen Substance) تفرزها الغدد الفكية أيضاً وهي عبارة عن معقد حمضي دهني.[1]
وتنتشر هذة المادة علي جسم الملكة وتلعقها الوصيفات المحيطة بها وتنقلها لغيرها وهذة بدورها تنقلها لعدد أخر من الشغالات حتي تعم هذة الرائحة جميع الشغالات في الخلية.[1]
إن هذة الرائحة تمنع تربية ملكات حديثة كما تمنع نمو مبايض الشغالات وبذلك لا تظهر الأمهات الكاذبة في الطائفة , هذة الروائح تعمل أيضاً علي تنظيم العمل داخل الخلية وربط الشغالات وتعلقها بالملكة[1]
وغياب هذة الروائح المانعة قد يحصل عند فقد الملكة أو موتها الأمر الذي يؤدي إلي تحفيز الشغالات علي البدء في تربية ملكات جديدة خلال عدة ساعات من غياب الملكة كما إنه قد تظهر الملكات الكاذبة في الطائفة , وعادة يلجأ النحل لتربية ملكاته الحديثة إلي اليرقات الصغيرة التي يكون عمرها لا يزيد عن ثلاثة أيام أو يلجأ إلي البيض نفسه وذلك ببناء البيوت الملكية وإعطاء الرعاية الخاصة ليرقات الملكات وإستمرار تغديتها خلال طور وجود اليرقة بالغذاء الملكي.[1]

تلقيح الملكات العذارى

كان يعتقد سابقاً أن الملكة العذراء تلقح داخل الخلية ومن المحتمل أن Anton Janscha سنة 1771 أول من اكتشف أن الملكة العذراء يتم تلقيحها إثناء الطيران خارج الخلية حيث إنها خلال يومين من خروجها تكون قد تخلصت من جميع الملكات المنافسات لها، وبعدها تقوم برحلات قصيرة خارج الخلية تسمي بالرحلات الإستكشافية أو طيران ما قبل الزفاف، ذلك عندما يكون الجو صحواً والغرض من الطيران هو معرفة موقع الخلية وتحديد العلامات الأرضية بالمنطقة وقد لا يتجاوز مدة هذة الرحلة أكثر من دقيقة أو دقيقتين في البداية ثم تطول هذة المدة إلي أن تصل أحياناً إلي 30 دقيقة في المراحل المتقدمة بعد هذة الرحلة الإستكشافية ب 2 - 3 أيام تطير الملكة في رحلة الزفاف بعد أن تكون قد نضجت مبايضها وتهيأت للتلقيح تماماً.[1]
وعندما يكون الطقس غير ملائم لطيران الزفاف خلال الأسبوعين الاولين من خروج الملكات العذارى فإن معظم الملكات ستفشل في التزاوج الطبيعي وتتحول إلى واضعة الذكور.

طيران الزفاف

ذكر النحل وهو لديه أرجل طويلة تساعدة علي إحتواء الملكة وأعين كبيرة تساعدة علي تتبع الملكة
تتجهز الملكة لعرسها بعد أن يكون قد اكتمل نموها وأصبح عمرها 20 يوماً علي الأقل فتبدأ بإفراز عطر الزفاف وتخطو خارج الخلية مصدرة طنيناً خاصاً تحس به الذكور في الخلية والخلايا المجاورة فتهب خلفها وما أن تشعر الملكة العذراء بوجود أعداد كافية من الذكور حتي تنطلق بأقصى سرعتها في الجو فتلحق بها الذكور وتستمر المطاردة من 30 - 40 دقيقة، وخلال هذة المطاردة يتساقط بعض الذكور الضعيفة ولا يلحق بالملكة إلا الذكور القوية، حيث يحتويها الذكر بين قوائمه ويضغط عليها فيحجز جناحيها عن الطيران ويسقطان معاً، وتحاول الملكة الإفلات من الذكر فتنزع عضوه الذكرى الذي يبقي في مهبلها ويموت الذكر وقد تتكرر هذة العملية مع ذكر آخر أو أكثر، بعدها تعود الملكة إلي خليتها وفي مؤخرتها عضو مذكر أو أكثر مما يتيح للسائل المنوي وقتاً كافياً لانتقاله وتخزينه في قابلته المنوية التي تحفظه حياً وتستغله طيلة حياتها في تلقيح البيض.[1][2].
وتقوم الشغالات بعد عودة الملكة الملقحة بتنظيفها وإزالة الأعضاء المذكرة منها وتغديتها بالغذاء الملكي، وبعد حوالي يومين أو ثلاثة أيام من التلقيح تبدأ الملكة بوضع البيض.[1]
أحياناً يتم تلقيح الملكة في الطيران الأول وغالباً يتم تلقيحها في الطيران الثاني والثالث وقد تلقح الملكة أكثر من مرة واحدة إذا كان التلقيح الأول غير كاف ولكنها لا تخرج للتلقيح مرة أخرى بعد أن تبدأ بوضع البيض، أما إذا كانت الأحوال الجوية سيئة ولم تستطع الملكة الخروج للتلقح في مدة أقصاها 3 - 4 أسابيع فإنها لا تلقح أبداً بعد ذلك وتبدأ بوضع بيض غير مخصب ينتج عنه ذكور فقط ويجب إستبعادها فوراً من قبل المربي وتربية ملكة جديدة.[1]
قد كان يُظنُّ أنّ ذكراً واحداً يُلقِّحُ الملكة في رحلة الزّفاف، ولكنَّ البُحوث العلميّة الحديثة تدُلُّ على أنّ مجموعة من الذُّكور قد تصِلُ إلى العشرة تقومُ بتلقيح الملكة، ونتيجة لأن الملكة قد تلقح بأكثر من ذكر واحد من المنحل أو من المناحل المجاورة فقد تنتج شغالات مختلفة الألوان، وأحياناً قد تنتج مجموعة من الشغالات متجانسة اللون خلال فترة من الزمن وتعود لتنتج مجموعة أخرى مخالفة للونها لفترة ثانية.[1]

بيوت الملكات

اليرقات تطفوا علي الغذاء الملكي في البيوت الملكية
البيوت الملكية الطارئة , وهي من أجل إستبدال الملكة القديمة عندما تكون الملكة مسنة أو مريضة أو مفقودة
إن هذة البيوت تشبه حبوب الفول السوداني حيث تبنيه الشغالات من الشمع المخلوط بحبوب اللقاح حتي يكون مسامياً وتستطيع العذراء التنفس بعد إغلاقة ويكون رأس الملكة قبل خروجها قريباً من غطائه فتقرضه بفمها حتي تعمل فتحة مناسبة فيه وتخرج منه ويختلف عدد بيوت الملكات التي يبنيها النحل حسب السلالة وحسب قوة الطائفة كذلك حسب الغرض من بنائها حيث تكون قليلة العدد في حال إستبدال الملكة القديمة وكثيرة العدد في حالة التطريد.[1]

محاربة الملكة العذراء لخصومها

بعد أن تخرج الملكة العذراء من بيتها الملكي تتجول بعصبية علي أقراص الحضنة , فإذا ما تقابلت مع ملكة أخري تهاجمها ويقوم بينها صراع يستمر إلي أن تقتل إحداهما الأخري وفي حال عثورها علي بيوت ملكية مقفولة تهاجمها بعصبية وتمزقها بفكوكها إلي أن تحدث ثقباً بها وتلسع اليرقة أو العذراء الموجودة بداخلها ولوحظ إنها لا تبالي بالبيوت الملكية غير المغلقة ومن ثم تقوم الشغالات بإكمال هدم البيوت الملكية الممزقة وإلقاء الملكات المقتولة خارج الخلية
إن النحال يستطيع أن يميز بين البيت الذي خرجت من الملكة حيث يكون مفتوحاً من نهايته السفلية وبين البيت الملكي المهاجم والممزق حيث يكون مفتوحاً من جانبه.[1]

وضع البيض

بعد 2- 3 أيام من التلقيح تنشط مبايض الملكة الملقحة نتيجة عملية التلقيح نفسها ونتيجة لما تتناوله من الغذاء الملكي الذي تقدمه لها الشغالات صغيرة السن التي تحيط بها (الوصيفات) تقوم الملكة بوضع البيض بمنتصف الأقراص الوسطي بعد أن تتأكد من خلو العين السداسية فتدخل بطنها حتي تلامس نهاية القاع وتضع بيضة تلتصق بالقاع بواسطة إفراز لاصق حمضي وخلال ثوان تكرر هذة العملية وبذلك تتسع حجم المنطقة التي تضع فيها الملكة البيض وتكون عادة علي شكل دائري أو بيضاوي وتعرف بمنطقة الحضنة , تعتبر السنة الأولي و الثانية هي الفترة الخصبة في حياة الملكة حيث تضع أكبر كمية من البيض خلالها وبعد ذلك يقل نشاطها في وضع البيض وإذا ماتقدم سنها تصبح واضعة الذكور , وذلك نتيجة طبيعية لنفاد الحيوانات المنوية من قابلتها المنوية.[1]

آلة وضع البيض

آلة وضع البيض عند ملكات النحل قرنية ملساء مقوسة قليلاً وتكون متصلة بقناة البيض وتستعملها الملكة أيضاً كآلة لسع تلسع بها الملكات المنافسها لها , ويتصل بها أيضاً كيس السم الذي تفرزه غدد خاصة في تجويف البطن أي أن آله اللسع هي نفسها آلة وضع البيض عند الملكات.[1]

شكل البيضة

بيوض النحل وطولها حوالي 3 مم ,وكما نلاحظ لونها أبيض عاجي وتكون البيضة عمودية في اليوم الأول ثم تميل بزاوية قدرها 45 درجة في اليوم الثاني وتصبح منبسطة أفقياً في اليوم الثالث وتفقس إلي يرقة صغيرة في اليوم الرابع
البيضة شكلها إسطواني طولها حوالي 3 مم لونها أبيض عاجي وفي الفحص المجهري تظهر عليها خطوط تشبه الشبكة , جدار البيضة الخارجي رقيق وتستطيع الحيوانات المنوية أن تنفد منه عند إنزلاقها من قناة البيض.[1]

عمر البيضة

تكون البيضة عمودية وسط قاع العين السداسية في اليوم الأول وملتصقة بأحد أطرافها به ثم تميل في اليوم التالي بزاوية مقدارها 45 درجة وفي اليوم الثالث تصبح منبسطة أفقياً في القاع و في اليوم الرابع تفقس إلي يرقة صغيرة.[1]

نوع البيض

أصبح من المؤكد أن ملكة النحل تتحكم في أن تضع بيضاً ملقحاً أو بيضاً غير ملقح فإذا أرادت أن تنتج بيضاً ملقحاً تضغط علي القابلة المنوية بواسطة عضلات إرادية فتخرج بعض الحيوانات المنوية وتدخل كل واحدة منها في بيضة إثناء مرورها في المهبل أما إذا أرادت أن تنتج بيضاً غير ملقح فتمنع ذلك ولا تضغط علي قابلتها المنوية فيمر البيض دون أي يلقح لعدم خروج الحيوانات المنوية ويطلق علي هذة الحالة بالتكاتر البكري وينتج من البيض غير الملقح ذكور تحمل في خلاياها 16 كروموسوم (صبغيات) تأتي كلها من الملكة بينما عدد الكروموسمات في البيض الذي ينتج عنه شغالات أو ملكات يحتوي علي 32 كروموسوماً يأتي نصفها من الملكة والنصف الثاني من الحيوان المنوي ويعتقد أن الملكة تتحكم في نوع البيض (ملقحة أو غير ملقحة) بواسطة الصمام الحاجز الموجود عند التقاء القناة القابلة المنوية في للمهبل.[1]
وقد وجد في بعض الحالات النادرة أن ذكوراً تنتج من بيض ملقح وعادة هذة الذكور تعتبر ضعيفة جنسياً وذات كفائة قليلة.[1]

تربية الملكات

عند الحاجة إلي إنتاج أعداد كبيرة من الملكات لإستعمالها تجارياً لا يمكن الإعتماد علي الطرق الطبيعية حيث إن إنتاج الملكات يتوقف إلي حد كبير علي عوامل لا يسيطر عليها المربي , لذلك لابد من التربية بطرق صناعية يتحكم فيها المربي للحصول علي الملكات من الطوائف الممتازة في مواعيد معروفة وهنالك العديد من طرق تربية الملكات أهمها :

طريقة ميللر

هذة الطريقة تم وضعها عام 1912 م العالم Miller وهي تصلح لتربية الملكات بعدد غير كبير حيث يختار المربي طائفة التربية ويضيف إليها إطاراً خشبياً يثبت عليه حوالي خمس قطع من الأساسات الشمعية على هيئة مثلثات بحيث يبعد قمة المثلث عن السدابة السفلية حوالي 6 - 7 سم ويشترط في خلية التربية أن تكون قوية علي رأسها ملكة ممتازة ويستحسن إزالة الحضنة الصغيرة مع ترك قرصين من الحضنة المقفولة يوضع الإطار السابق في منطقة الحضنة وخلال أيام يبدأ النحل في مط العيون السداسية وتقوم الملكة بوضع البيض فيه عندئد يرفع هذا الإطار ويزال ما عليه من نحل بواسطة فرشاة النحل ثم يوضع وسط أقراص الطائفة التي ستقوم بتربية الملكات وذلك بعد إستبعاد ملكتها ويجب أن تكون هذة الطائفة محتوية علي عسل و حبوب اللقاح مناسبين كما يفضل أن تستبعد الأقراص المحتوية علي حضنة صغيرة وبيض منها حتي توجه الطائفة عنايتها إلي تربية الملكات من القرص المضاف وعادة تربي الملكات حول أطراف القرص الشمعي ويبلغ عددها حوالي 30 - 50 بيتاً ملكياً وبعد حوالي 10 أيام يتم نضج هذة البيوت ويمكن إزالة كل بيت علي حدة وإدخالة إلي نوية أو خلية حتي يتم خروج الملكة وتلقيحها.[1]

طريقة كيس

يوضع قرص شمعي جديد في طائفة قوية ذات ملكة ممتازة وبعد 3 - 4 أيام يكون النحل قد قام بمط العيون السداسية وقامت الملكة بملئة بالبيض بعد ذلك يقوم المربي بإخراجه وإزالة النحل عنه ثم يقوم بتخريب وإعدام صفين من البيض ويترك صف وهكذا ثم يضاف هذا القرص إلي طائفة عديمة الملكة التي ستقوم ببناء البيوت الملكية.[1]
ويفضل عند وضع هذا القرص أن يكون في وضع أفقي على أن يكون في سطحه المعامل هو السطح السفلي ويرتفع قمم الأقراص بواسطة سدبتين خشبيتين , وتغطي الخلية جيداً بعد ذلك بنحو 5 - 6 أيام يمكن توزيع البيوت المتشكلة علي الطوائف والنويات المتشكلة لها.[1]

طريقة هوبكنز

هذة الطريقة محورة عن طريقة كيس لكن المربي هنا يهدم ثلاث صفوف من النخاريب ويترك الرابع ثم تعدم يرقتان بالصف الواحد وتترك الثالثة ويوضع القرص أفقياً علي قمم الأقراص.[1]

طريقة أللي

هذة الطريقة تعتمد علي قطع شريط به صنف واحد من العيون السداسية المحتوية علي البيض أو يرقات حديثة السن وتعدم المحتويات الموجودة داخل عينين السداسيتين وتترك الثالثة وهكذا على طول الشريط ثم يلصق هذا الشريط بالشمع المنصهر في القرص الشمعي قديم بعد إزالة ثلثيه السفلين ويراعي أن تكون فتحات العيون السداسية لأسفل ويضاف هذا القرص إلي الطائفة البانية للبيوت الملكية وبعد (5:7) أيام يمكن توزيع البيوت الملكية المتشكلة على الطوائف المحتاجة لها.[1]

طريقة الكؤوس الشمعية

تتلخص هذة الطريقة علي نقل شغالات صغيرة السن عمرها 12 - 36 ساعة إلى كؤوس شمعية معدة مسبقاً وتتبع هذة الطريقة لإنتاج ملكات بأعداد كبيرة وخاصة بالمشاريع التجارية ويراعي عند إتباع هذة الطريقة أن تكون اليرقات المراد نقلها إلي الكوؤس الشمعية المجهزة صناعياً قد تم تغديتها بالغذاء الملكي بشكل كاف منذ فقسها وأن تكون الطوائف المأخودة منها قوية وفي سلالات ممتازة.[1]
  1. إعداد الكؤوس الشمعية : تجهز الكؤوس الشمعية بواسطة أقلام من الخشب أسطوانية الشكل مستديرة القمة قطرها عند الطرف 0.63 سم ويزداد سمكاً بشكل تدريجي حتي يصل على بعد 1.25 سم من القمة إلي 0.94 سم بعد ذلك نقوم بتجهيز شمع نحل نقي ونظيف ويفضل الشمع الأبيض ويصهر بواسطة حمام مائي مع المحافظة علي درجة حرارته فوق نقطة إنصهاره بقليل , بعد ذلك يغمر القلم الخشبي والذي يفضل أن يكون طوله حدود 0.94 سم بالماء البارد ثم يرفع ويهز لإزالة قطرات الماء عنه ويغمر في الشمع المنصهر لعمق 0.94 سم ثم يرفع بسرعة ويعاد غمسه ورفعه 3 - 5 مرات حتي يتم الحصول علي السمك المناسب ثم يغمر في الماء البارد لكي يتجمد الشمع بعد ذلك يتم رفع القلم من الماء ونزع الكأس الشمعي عنه بحركة دائرية بسيطة.[1]
  2. تثبيت الكؤوس الشمعية : هناك طريقتان لتثبيت الكوؤس الشمعية , الأولي على قواعد خشبية مستديرة ومجوفة قليلاً ويتم تثبيت الكؤوس الشمعية على هذة القواعد بواسطة الشمع المصهور يتم تثبيت القواعد وماعليها معى عوارض خشبية بواسطة عارضتين في هذة الأخيرة علي إطار خشبي فارغ في وسطه وعلي أبعاد متساوية , أما الطريقة الثانية حيث تثبت الكؤوس الشمعية مباشرة على العوارض الخشبية بواسطة الشمع المنصهر على أن تكون المسافة بين كل كأسين شمعين لا تقل عن 1.25 سم وبهذا تستوعب كل عارضة خشبية حوالي 10 - 16 كأس شمعي.[1]
  3. نقل اليرقات إلي الكؤوس الشمعية : عند إجراء عملية النقل يجب توفير جو دافىء لا تقل درجة حرارته عن 25° درجة مئوية ولا تزيد عن 30° درجة مئوية , وبعيداً عن التيارات الهوائية خوفاُ من جفاف الغذاء الملكي أو اليرقات أثناء النقل ويستعمل لعملية النقل إبرة التطعيم , وهي ملعقة خاصة أحد طرفيها عريض ويستعمل لنقل اليرقات والغذاء الملكي المحيط بها أما الطرف الأخر فيستعمل لنقل لبيض , قبل نقل البيض إلي الكؤوس الشمعية يجب وضع قليل من الغذاء الملكي في قاعها وبواسطة إبرة التطعيم يتم نقل يرقة شغالة عمرها لا يزيد عن 36 ساعة من أقراص الحضنة إلي كل كأس شمعي ثم تنقل إلي طائفة التربية وبعد عشر أيام تنتزع هذة البيوت وتوزع علي نويات التلقيح في قاعها.[1]

التلقيح الصناعي

يعرف التلقيح الإصطناعي بأنه العملية التي يتم بها نقل السائل المنوي من عضو الذكر إلي مهبل الأنثي بطريقة إصطناعية (يدوية أو آليه) وليس بطريقة الجماع المباشر بين الذكر والأثني و يستخدم لأن التلقيح الطبيعي غير مسيطر عليه لعدة أسباب منها :
  • لا تتم عملية التلقيح إلا في جو صحو مشمس وهادئ.[1]
  • قد تفشل محاولات الملكة للتلقيح مرة أو عدة مرات وفي ذلك خسارة للوقت.[1]
  • تكون السيطرة علي النسل القادم غير موجودة في التلقيح الطبيعي حيث إن الذكر البالغ لأي سلف أو سلالة له نفس الفرصة في الفوز بالتلقيح من بين المجموعة التي تلاحق الملكة ويتعلق ذلك بقوة الذكر ومبدأ المصادفة.[1]
  • تتم عملية التزاوج بناء علي رغبة النحل وفي الوقت الذي يناسبه وليس بناء علي رغبة المربي أو الوقت الذي يختارة.[1]
  • من الممكن فقدان الملكة أثناء طيران الزفاف حيث قد يتعرض لها الكثير من الأعداء مثل الطيور أو الدبابير التي تصطادها وتلتهمها.[1]
لذلك إتجه بعض العلماء إلي التفكير في طريقة علمية أخري تكون أسرع وأكثر عملية وتتجاوز هذة الصعوبات وتجعل عملية التكاثر في النحل سهلة وتجارية وتستطيع مواجهة الطلب المتزايد علي الطرود ومنتجات الخلية من العسل وغيرها وهو ما تطور وعرف الأن بعملية التلقيح الإصطناعي في النحل.[1]
وقد بدأت تقنيات التلقيح الإصطناعي في النحل تتدرج في سلم التطور من محاولات بسيطة في أوائل القرن الثامن عشر إلي تقنيات متطورة في الوقت الحاضر.[1]
بداية هذة المحاولات كانت محاولة البعض بحجز الملكات والذكور معاً من أجل حصول تلقيح إلا أن هذة المحاولات لم تنجح حيث أن ذكور النحل البالغة لم تظهر أيه إستجابة جنسية للملكات العذاري في أماكن الحجز أو داخل الأماكن المسيجة.[1]
وقد حاول (هيوبر 1819 ,Huber) وضع المني المأخود من ذكر علي مهبل ملكة بواسطة فرشاة ولكنه ورغم محاولاته المتكررة لم يصل إلي أية نتيجة ولكنه فتح الطريق أمام الباحثين والمهتمين لتحقيق نتائج أفضل حيث نشر (واتسون 1927 ,Watson) بحثه في كتيب التزاوج الموجه لملكات النحل عن إمكانية إجراء تلقيح آلي لملكة النحل تلقيحاً جزئياً بواسطة تصميمه لمحقن تلقيح وإستعانته بالمجهر أثناء إجراء تلك العملية وبذلك أعتبر الأول الذي وضع حجر الأساس ومهد الطريق لكل الأبحاث العلمية اللاحقة في هذا المجال.[1]
قد استفاد (نولان 1932 ,Nolan) من بحوث واتسون عقب نشرها وأخد يستعمل طريقته في التلقيح الآلي مضيفاً إلي جهاز واتسون أنبوبة يتمكن من خلالها التحكم في مؤخرة الملكة ودفع السائل المنوي فيها وعرف الجهاز بجهاز نولان الذي تم تطويره فيما بعد من قبل (ماكينزين وروبرتس 1948 ,Mackensen and Roberts) حيث لاحظا أن زيادة كمية المني المزروق يساعد علي تقليل وإختزال التلقيح الجزئي كما لاحظ ماكينزين أن تخدير الملكة بثاني أكسيد الكربون مرتين ولفترة عشر دقائق تفصلهما 24 ساعة علي الأقل تزيد في سرعة إبتداء وضع البيض ,كما قام بمجوعة من الدراسات عن كمية المني المطلوب للتلقيح وعمر الملكة المناسب وتأثير الحقن المتعددة وقارن عدد الحيوانات المنوية الموجودة بالحويصلة المنوية للملكة الملقحة طبيعياً والملكة الملقحة إصطناعياً , وقد توصل إلي نفس نتائج العالم البولندي (وايكي 1963 ,Woyke) والذي وجد أن حقن 8 مليمترات مكعبة من المني في مهبل الملكة مرة واحدة تعد كافية للتلقيح طيلة عمر الملكة.[1]
وقد كان لإختراع ماكينزين لمحقنته دور متميز في إنجاح التلقيح الصناعي لملكة النحل وذلك لسهولة إدخال المني إلي داخل قناة البيض لإحتوائها علي نهاية بلاستيكية أقل عرضة للكسر من تلك التي صنعت من الزجاج كما أنها سهلة التنظيف والتعقيم والإستبدال وهي تشبه في تصميمها محقنة (روبرتس 1949 ,Roberts) ,وهذة المحقنة جزء أساسي في جهاز (ليدلو Laidlaw) للتلقيح الإصطناعي الشائع عالمياً في الوقت الحاضر.[1]

جهاز ليدلو

جهاز يعتبر من أفضل الأجهزة المستعملة للتلقيح الإصطناعي لملكة النحل لبساطته وكفائته وهو يتكون من:
قاعدة حديدية ذات سطح سفلي أملس مركب عليه دراع التحكم في الملكة والذي بواسطته يتم توجيه الملكة ووضعها بالزاوية المناسبة لوضعية المحقن الذي بواسطته زرق المني في الحويصلة المنوية للملكة وذلك عن طريق زحلقة الذراع بسهولة تحت المجهر ,ويساعد القائم بالعملية من تثبيت الملكة جيداً أسفل موجه المحقنة الثابت أما الجزء العلوي فيتمفصل مع القاعدة بمفصل كروي وهذا يساعد علي جعل وضع الملكة يتلائم مع وضعية المحقن وخطافات اللسع ترفع فوق ذراع موجه الملكة أما الخطاف البطني فيكون مثبتاً في اليسار وخطاف إبرة اللسع فيثبت في اليمين ويتم السيطرة علي أذرع التوجيه بواسطة حمالات أفقية مثبتة بإتجاه القاعدة وحمالات عمودية مثبتة بإتجاه خطافات خزان اللسع وتكون الملكة في المركز المتوسط.[1]
ويتم إنسياب ثاني أكسيد الكربون من خلال أنبوبة مطاطية ببطء شديدة على الفتحات التنفسية للملكة لغرض تخديرها حتي تصبح غير قادرة علي الحركة وهذا يساعد على التعامل معها بسهولة علماً بأن كمية الغاز االمستخدمة يمكن التحكم بها عن طريق عداد أسطوانة الغاز , بعد ذلك يتم زرق الملكة بكمية المني المناسبة والتي يتم جمعها من الدفعة المتواجدة علي نهاية قضيم الذكر المقلوب حيث يجبر الذكر علي القذف بالضغط علي بطنه بواسطة إصبع الإبهام وإصبع السبابة وتحتوي الدفعة علي حوالي واحد ميكرولتر من النطف المنوية وتنساب بسهولة داخل المحقنة ومن الممكن أخذ أكثر في دفقة من مني ذكر واحد بواسطة المحقن كما تتكرر العملية علي أكثر من ذكر وهذا حتي يتم جمع كمية مناسبة من المني نحتاجها في تلقيح الملكات المجهزة للتلقيح.[1]
وبسبب عدم كفائة خزن السائل المنوي فإن الملكة يتم تلقيحها بمني مجموعة ذكور تلقيحات ذات حجم 3 ميكرولتر لكل تلقيحة علي الأقل وذلك للحفاظ على مستوي جيد للتلقيح الإصطناعي.[1]
وقد اعتبر ماكينزين أن تركيز النطف 3 * 10 هو الحد الأدني لما تحتاجه الملكات لإنتاج البيض الملقح علماً بأن الملكات الملقحة طبيعياً يكون تلقح بحدود 5,73 * 10 نطفة (ماكينزين وروبرتس) إلا أن (ليدلو وإكيرت ,Laidlaw and Eckert) عام 1962 م لاحظا أن تلقيحة واحدة للملكة بحجم (8) مايكرولتر مني كافية لإنجاز تلقيح ناجح.[1]

تحديد الملكة

اللون سنة
الإنتهاء
أبيض
1 أو 6
أصفر
2 أو 7
أحمر
3 أو 8
أخضر
4 أو 9
أزرق
5 أو 0
تميز ملكة النحل
بطن الملكة طويلة بشكل ملحوظ ويمكن تمميزها عن الشغالات الأخري , ولكن بما إن عدد النحل في الخلية 60 أو 80 ألف فإنه يصعب علي النحال العثور علي الملكة بسرعة , ولهذا السبب تلطخ بالطلاء (عادة يكون طلاء مضيء) فوق الملكة , الطلاء لا يلحق الضرر بالملكة ويجعل من السهل العثور عليها عند الحاجة إليها , وأيضاً يمكن للنحال أن يعرف إذا كانت الملكة موجودة في الخلية أو لا بدون رؤيتها عن طريق رؤية الحضنة فإذا وجد بيض عمودي في وسط قاع العين السداسية فهذا يعني إن البيض لم يمر عليه يوم واحد وإن الملكة موجودة.
علي الرغم إن اللون يتم إختيارة عشوائياً , فإن المربي المهني للملكات يستخدم ألوان تحدد السنة التي فقست به الملكة , مما يساعدهم علي إتخاد قرار إذا ما كانت الملكات قديمة جداً وبحاجة لإستبدال وذلك للحفاظ علي قوة الخلية , وأحياناً يتم إستخدام أقراص محدبة صغيرة مؤشر عليها أرقام لتحديد الهوية من قبل مربي النحل الذي لديه العديد من الملكات التي ولدت في نفس العام

الجبال

0

جبل


Question book-new.svg
المحتوى هنا ينقصه الاستشهاد بمصادر. يرجى إيراد مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (فبراير 2016)
منطقة الباحة منطقة جبيلة تقع جنوب غرب السعودية
جبل دماوند شتاء، وتغطي قمته الثلوج لارتفاعه الشاهق
الجبل هو كتلة ضخمة من الأحجار والصخور توجد على قطعة ضخمة كبيرة هي سطح الأرض الذي يتكون من نفس المادة، وتتميز بقمم صخرية حادة وسفوح شديدة الانحدار وبها أيضا قمم مرتفعة العلو. الجبل بصورة عامة أكثر ارتفاعا من الهضبة. هناك اختلاف حول تحديد الارتفاع الكافي للجبل لاعتباره جبلا فالموسوعة البريطانية تستعمل ارتفاع 610 متر عن سطح الأرض لإطلاق مصطلح الجبل على المرتفع. يعتبر جبل إفرست أعلى جبل في العالم ارتفاعه (8848م)، بينما يعد أعلى جبل في النظام الشمسي هو جبل أوليمبوس مونس على كوكب المريخ ارتفاعه (21171 م).
أكبر جبال العالم

محتويات

تعريف الجبل

كلمة جبل مكتوبة بالخط العربي
الارتفاع والحجم والكثافة والوعورة كمعايير لتسمية الجبل، ولكن جاء في قاموس أوكسفورد الإنجليزي أن "الجبل: هو عبارة عن ارتفاع طبيعي عن سطح الأرض يرتفع أكثر أو أقل من سطع البحر ليحقق مستوى ارتفاع نسبي عن الارتفاعات المجاورة له".

في الولايات المتحدة الأمريكية استخدم التعريف القادم لتحديد مسميات الجبل عن غيره من المرتفعات:
  • مسطح ارتفاعه 500 قدم يسمى سهل.
  • نقطة ارتفاعها من 501-999 قدم يسمى تل.
  • نقطة أعلى من 1000 قدم أو أكثر يسمى جبال.
تعريف آخر للمركز العالمي للرصد والحفظ كامبريدج، المملكة المتحدة: يعتبر الجبل جبلا إذا كان:
  • ارتفاعه على قاعدة بما لا يقل عن 2500 م.
  • ارتفاعه على قاعدة بين 1500-2500 م مع ميل أكبر من 2 درجة.
  • ارتفاعه على قاعدة بين 1000-1500 م مع ميل أكبر من 5 درجات.
  • إذا كان ارتفاعه أكثر من 300 م وكان نصف قطره 7 كلم.
وحسب هذا التعريف فإن الجبال تغطي 64 ٪ من قارة آسيا و 25 ٪ من قارة أوروبا و 22 ٪ من قارة أمريكا الجنوبية و 17 ٪ من قارة أستراليا، و 3 ٪ في قارة أفريقيا. وعلى ذلك فإن 24 ٪ من مساحة الأرض الإجمالية جبلية و 10 ٪ من الناس يعيشون في المناطق الجبلية، ومعظم الأنهار في العالم تتغذى من المصادر الجبلية، وأكثر من نصف البشرية يعتمدون على الجبال في الحصول على المياه.
توجد بعض الجبال منعزلة ولكن الأغلب أنها توجد في مجموعة أو صف إما في شكل حيد واحد مركب أو سلسلة من الحيود المترابطة ومجموعة الجبال هي عدد من الصفوف الجبلية المترابطة من حيث الشكل والأصل أما السلسلة فهي عدد من مجموعات الجبال التي تشغل منطقة عامة بعينها. والمعروف أن الجبل الظاهر على سطح الأرض هو عبارة عن ثلث المساحة الحقيقية للجبل، أما عن الثلثين الآخرين فهما تحت سطح الأرض يشابه كثيرًا أوتاد الخيمة عندما يغرس معظمها في الأرض ولا يتبقى منها سوى الجزء الممسك بالحبل، بعض الجبال بقايا لهضاب نحتتها عوامل الطبيعة وبعضها الآخر أصله مخروطات بركانية أو تدخلات من صخور نارية كونت قبابا صخرية وتتكون جبال الكتل الصدمية نتيجة رفع كتل ضخمة من سطح الأرض بالنسبة للكتل المجاورة لها. و كل السلاسل الجبلية إما أن تكون جبال طي أو تراكيب بنائية معقدة دخلت في تكوينها عوامل الطي والتصدع والنشاط الناري ومعظمها يتعرض للرفع الرأسي بعد حدوث الطي

تكون الجبال

مقال تفصيلي: تكوين الجبال
هنالك أربع مراحل لتكون الجبل :
  • غمر البحر وترسيب مواد في قعر البحر.
  • تكون طبقات متنوعة من مواد الترسيب.
  • حدوث تجعد نتيجة ضغط باطني إلى أعلى.
  • تراجع مياه البحر وظهور اليابسة.

أنواع الجبال

تنتظم جبال العالم في ثلاثة أنواع هي: الجبال المنفردة، والسلاسل الجبلية، والأحزمة الجبلية.
تكثر الجبال المنفردة في المناطق البركانية، وفي البقاع التي تعرضت للحت، أما السلاسل الجبلية فهي أشرطة طويلة تمتد عشرات ومئات الكيلومترات، في حين تتألف الأحزمة الجبلية من سلاسل متصلة وتمتد آلاف الكيلومترات، أكبرها الحزام الألبي ـ الهيمالائي، والحزام الأنديزي، وحزام سلاسل آسيا الوسطى، وحزام هوامش المحيط الهادئ.
ويغلب على الجبال السلاسل والأحزمة توزعها على هوامش القارات وسواحلها، ففي الوطن العربي تقع أهم الجبال على سواحل البحر المتوسط، مثل جبال بلاد الشام والأطلس في المغرب العربي وعلى جانبي البحر الأحمر وخليج عدن، ثم جبال عُمان، وفي أسترالية تمتد جبال الألب الأسترالية على سواحلها الشرقية، وفي أمريكا الجنوبية على سواحلها الغربية، وفي أمريكا الشمالية على سواحلها الغربية والشرقية، وفي آسيا الصغرى على سواحلها الجنوبية والشمالية. ولا تبعد جبال الألب والبيرينا في أوروبا عن البحار كثيراً، بل تساير السواحل في إيطاليا والبلقان. وهناك سلاسل جبلية مهمة داخل القارات ولا سيما في أوراسيا مثل جبال الكاربات والأورال والقفقاس وسلاسل آسيا الوسطى وحول هضبة التبت وامتدادها نحو جنوب شرقي آسيا، وفي أفريقيا توجد كتل جبلية في قلب الصحراء مثل جبال الأحجار وتيبستي.

أشكال الجبال

1 الجبل المتطوي : Folded Mountain
شكل ينشأ عن التثني في طبقات الأرض، مثال ذلك أن قشرة الأرض المنبسطة يقع عليها الضغط من جانبيها، فتنحصر الطبقة بينهما وينتج عن ذلك أن الطبقة تضيق بالوضع الذي هي فيه، تريد أن تنكمش فلا تستطيع، وإذن فهي تنثني وتظهر فيها طية أو طيات تماماً كالذي يحدث في السجادة، تدفعها أفقياً من طرفيها فتظهر فيها الثنية من بعد الثنية، والطية الحادثة ترتفع عن مستوى السجادة وهكذا هي في الصخر، ترتفع عن سطح الأرض فتظهر كالقبة، ويسمى الجبل الناشئ بالجبل المتطوي أي الذي لو كشفت عن باطنه لوجدته يتألف من طية في الصخر من بعد طية. ومن أمثلة ذلك جبال الأطلسو في المغرب، وجبال الألب في سويسرا وجبال اليورال في روسيا.
2 الجبل المتصدع: rift mountain
وهو جبل يعطيك وجها منه كالصفحة انبساطا. وهو ينشأ عندما تعمل القوى الباطنية في صخر القشرة الأرضية بحيث لا تكتفي بثنيها، فيكون من جراء ذلك كسرها وانصداعها، ونصف منها يصعد وهو الجبل ونصف يهبط فلا تراه العين أو قد تراه ولكن منخفضاً.
3 الجبل البركاني: Volcano mountain
ويبدأ تكونه بخروج حمم من بطن الأرض ينثقب لها سطح الأرض، وتتراكم هذه الحمم ما ظل البركان في نشاطه وتبرد ويتألف منها الجبل، وقد اطلع الناس على جبل بركاني ظهر حديثاً في المكسيك وبالتحديد في عام 1943 بدأ بأن خرج من أرضه سحابة كثيفة من دخان، ومضى يوم فإذا بكومة من صخر ورماد تكونت حول الفم الذي خرج منه الدخان وكان ارتفاعها 30 م وظل البركان يقذف حممه وظل الركام يزيد، وبلغ ارتفاعه 150 م بعد أسبوعين، وبلغ 320 م في ثمانية أشهر وتوقف نشاط البركان في عام 1952 وكان ارتفاعه قد بلغ 450 م. والجبال البركانية لا يخفى شكلها على أحد، فشكلها كشكل المخروط أو القمع الهائل والكثير من جبال الأرض جبال بركانية عظيمة تكونت قبل ظهور الإنسان على ظهر الأرض بملايين السنين. ومن أشهر هذه الجبال جبل كليمانجارو، وهو نشأ في سهول أفريقيا عند خط الاستواء وارتفاعه يبلغ 6500 قدماً. ومن أشهرها أيضا جبل فوجي ياما وهو جبل اليابان المقدس ويبلغ ارتفاعه 4100 م.
4 الجبال المقببة: Domed mountains
وهي جبال كادت أن تكون جبالا بركانية، وذلك أنها بدأت بأن سرى الصخرالمنصهر في بطن الأرض يبحث لنفسه مخرجا من سطحها فلم يوفق، فجرى الصخر المنصهر في شقوق عديدة من الأرض، ولكنه لم يقو على اختراق القشرة كلها، فتكون نتيجة ذلك قبة، وهو الجبل فوق سطح الأرض.

نظريات تكوُّن المنظومات الجبلية

استحوذ تطور منظومات الجبال وتكونها على اهتمام العلماء، وكانت موضوعاً لكثير من الدراسات التي تضمنت نظريات عدة أهمها نظريتان: الأولى قديمة، وتفترض تطور الجبال في مقعرات جيولوجية geosynclines تتراكم فيها رواسب كثيرة، مع حدوث هبوط تدريجي في قاعها، يلي ذلك خضوعها لحركات جانبية ضاغطة، فهي إذن تفترض حدوث حركات شاقولية (رأسية) وأخرى جانبية، في القشرة الأرضية، الأولى ثقالية تسبب الهبوط subsidence والثانية تمددية ضاغطة، تسبب التشوه والنهوض، وكان أول من وصفها العالم دانا Dana عام 1813 في أثناء دراسته لجبال الابالاش. وكانت هذه النظرية تتفق مع الاتجاه الفكري الذي يفترض أن القارات والمحيطات هيئات قديمة وثابتة للقشرة الأرضية.
أما النظرية الثانية فهي حديثة وتحليلية شاملة، وضعت وفق معطيات الدراسات الحديثة ومفاهيم تكتونية الصفائح[ر] التي تشرح المراحل التاريخية لتطور القارات والمحيطات. فنشوء المنظومات الجبلية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحركة صفائح الغلاف الصخري، وهو يتم في نطاق هوامش التصادم، حيث تهبط هذه الهوامش تحت صفائح القارات لتنغرز في المعطف، وتتكون من هبوطها خنادق المحيطات التي تصبح مجالاً لتراكم الرواسب فوق أشرطة طولانية هابطة من قشرة الأرض تدعى بالأحزمة الحركية mobile belts.
افترض وجود هذه الأحزمة في أثناء الدراسات التي أُجريت على جبال الابالاش، وقد لوحظ فيها أن ثخانه رسوباتها الباليوزوية تتجاوز 12000 متر، كما لوحظ أن هذه الرسوبات تتناقص ثخانتها تدريجياً نحو الغرب باتجاه داخل القارة، وتنخفض فيها إلى حدود تبلغ العشر تقريباً. وتشير الدلائل المستحاثية إلى أن توضع معظمها كان في بيئات بحرية غير عميقة، إذ بلغت ثخانتها حداً يفوق كثيراً أعظم الأعماق البحرية، لذلك افترض حدوث الهبوط في هذه الأجزاء من القشرة الأرضية في أثناء التراكم الرسوبي، وكلما ازداد الهبوط حدث تراكم أكبر.
وثمة أماكن كثيرة من القشرة الأرضية تناسب التراكم الرسوبي في الوقت الحاضر، كما توجد أماكن أخرى كانت في الماضي مسرحاً للتراكم، بما في ذلك القارات، لكن ينحصر تطور الأحزمة الحركية بالقرب من حواف الرفوف القارية edges of continental shelves أو قرب أقواس الجزر island arcs (الشكلين 2 و3). وفي مثل هذه الأماكن تقوم القارات وأقواس الجزر بدور المصادر الرئيسية لإمداد الأحزمة الحركية بالرسوبات. وبما أن الأحزمة الحركية في الأنظمة الجبلية هي أشرطة طولانية من الصخور الرسوبية والبركانية المشوهة، فإن أماكنها يجب أن تقع في نطاقات تصادم صفائح الغلاف الصخري، أي بين القارات والمحيطات وبمحاذاة أقواس الجزر.
من أمثلة ذلك، يذكر أن عرض الرف القاري شرق أمريكا الشمالية يبلغ نحو 320 كيلو مترا،ً وهو مغطى برواسب تصل ثخانتها عند حافته الخارجية إلى 5000 متر تقريباً وتعود إلى حقبي الميزوزوي والكينوزوي، تتألف من صخور رملية وغضارية وغضارية صفحية وكلسية، أو ما يعادلها من رسوبات غير متصلبة، وهي تتشابه بمجملها مع رسوبات الجزء الداخلي من حزام الابالاش، باستثناء خلوها من أسافين الحجر الرملي. أما الرسوبات العميقة المتراكمة فوق قشرة المحيط، فهي غضارية ناعمة مشوبة بمواد خشنة انزلقت من الرف القاري، وتفوق ثخانتها في بعض المواقع ثخانة الغطاء الرسوبي فوق الرف القاري.
هبوط الأحزمة الحركية: يُقلل الهبوط التدريجي للأحزمة الحركية من الثخانة الكبيرة لأجزاء من التراكم الرسوبي الثخين، ويعزى ذلك إلى أن صخور القشرة القارية ذات كثافة أقل من صخر المعطف المبطن لها، فهي إذن تطفو فوقه، ولابد للجزء الناهض منها أن يخضع للحت فتقل ثخانته ويميل إلى النهوض، وبالمقابل يميل الجزء الحامل لرواسب متزايدة في الثخانة إلى الهبوط، وفق مبدأ توازن الطفو floating balance أو ما يعرف بالتوازنية isostasy، وعلى هذا يعلل هبوط الأحزمة الحركية بازدياد فعل الثقالة، مع ازدياد التراكم الرسوبي، أي إن معدل الهبوط يتناسب مع معدل التراكم، وبناءً على ذلك، فإن جزءاً مقابلاً من صخر المعطف، تحت القشرة الأرضية الهابطة، يجب أن يزاح ويُضغط جانبياً ليسبب نهوض أجزاء مجاورة.
قد يكون هذا النقاش مقبولاً قبل بضعة عقود، إلا أنه غير مقبول في الوقت الحاضر. فالجزء المعطفي المفترض إزاحته بثقل الرواسب أكثر كثافة من الجزء الهابط. ولذلك لا يمكن أن يزاح من صخر المعطف سوى جزء معادل لوزن تلك الحمولة. وعلى هذا، لا يمكن تعليل مقدار الهبوط في الحزام الحركي كلياً بالتحميل الرسوبي، إذ لابد من مشاركة عوامل ميكانيكية أخرى. فالأحزمة الحركية هي الأجزاء من صفائح الغلاف الصخري التي تخضع للهبوط والانغراس في المعطف جراء التصادم بين الصفائح، وعلى ذلك فهي تُشَدُّ وتُسحَبُ إلى الأسفل بعوامل تختلف عن توازن الطفو. فمثلاً، تعد أجزاء القشرة الأرضية الواقعة بين خنادق المحيطات، وأقواس الجزر في شرقي آسيا نموذجاً حالياً للجزء الخارجي للحزام الحركي. ويعلل هبوط هذا الجزء بالآلية التي تسبب هبوط القشرة الأرضية في خنادق المحيطات.إلا أن التوسع في تعميم هذه السببية على الجزء الداخلي يوقع في ورطة. فالرف القاري إلى الشرق من أمريكا الشمالية هو على الأرجح مثال عن الجزء الداخلي للأحزمة الحركية، فهو يتطور، بعيداً عن خنادق المحيطات وأقواس الجزر، بحالة توازن الطفو مع المعطف المبطن له، وهبوطه يجب أن يكون نتاج عمليات أخرى، فالرفوف القارية العريضة المغطاة برواسب ثخينة تتطور في الوقت الحاضر على حواف صفائح قارية متباعدة، ولكي تعلل أسباب هبوطها يجب التمعن في تتابع مفترض من الأحداث الجيولوجية التي تؤدي إلى انفتاح المحيطات.
حين يصعد تيار ساخن من صخر المعطف إلى أسفل قشرة قارية، فإنه يؤدي إلى تقببها وترققها بالتسخين والشد، وينتهي الشد والترقق في الجزء المقبب إلى تصدعه بفوالق عادية وهبوط أجزائه على امتداد هذه الفوالق (الشكل-4: أ وب)، وتتراكم في الأودية الهابطة منها رواسب كثيرة تنتج من حت جبال الكتل الفالقية الواقعة على جانبيها. ومع تتابع هذه الأحداث تتكسر القشرة القارية إلى جزأين متباعدين، بينهما عرف ridge لمحيط جديد، ويأخذ هذا المحيط بالتوسع من الاندفاعات البركانية المولدة لقشرة المحيط التي يسببها الانصهار الجزئي في صخر المعطف الساخن المتحرر من الضغط. وهكذا يتطور الجزء الداخلي من الحزام الحركي بالشد والترقق والهبوط على امتداد فوالق عادية على جانبي الصفيحتين القاريتين المتباعدتين. ومع استمرار توسع صفيحتي المحيط المتولدتين على جانبي العرف وتصادمهما مع الصفيحتين القاريتين المتباعدتين تهبط قشرة المحيط تحتهما وتنغرز في المعطف.

نهوض منظومات الجبال

تتصف هوامش تصادم الغلاف الصخري بأنواع كثيرة من النشاطات، من بينها نوعان لهما أهمية خاصة في نهوض الجبال؛ فالنوع الأول نشاط حراري ينجم من انغراس قشرة المحيطات داخل المعطف وارتفاع حرارتها وحدوث الانصهار الجزئي المولد للمُهل (magma) التي تندفع على السطح بنشاطات بركانية. أما النوع الثاني فهو نشاط ميكانيكي لهبوط قشرة المحيطات، وانغرازها يؤدي إلى تعمق رواسب المقعر الجيولوجي وانضغاطها وتشوهها بالطي والفوالق العكسية والاستحالة، مما يؤدي تدريجياً إلى نهوضها على شكل منظومات جبلية. وفي العودة إلى تطور المحيطات الحالية، فإن المحيط الأطلسي لا يزال في طور التوسع، وبالتالي يزداد عمق دفن الرواسب المتراكمة في مقعراته الجيولوجية على امتداد حدوده القارية. لقد بدأ تطور هذه المقعرات على امتداد الشواطئ الشرقية لأمريكا الشمالية منذ 200 مليون سنة، إلا أن تطورها على امتداد الشواطئ الشرقية لأمريكا الجنوبية كان متأخراً، لأن انفتاح المحيط الأطلسي كان يتقدم تدريجياً من الشمال إلى الجنوب. وبما أن هبوط قشرة المحيطات تحت هذه المقعرات يشد رواسبها نحو الأسفل كما يدفع بها نحو الحافة القارية ويجعلها عرضةً للتشوه، فإن الأجزاء العميقة من هذه الرواسب تخضع تدريجياً للاستحالة، وتعطي أنواعاً من الصخور الشيستية والغنايسية. ومع ازدياد التسخين في الصخور القارية العميقة يحصل فيها انصهار جزئي تتولد منه مُهل (ماغمة) ريوليتية (تشبه في تركيبها الغرانيت) تصعد ببطء نحو الأعلى بسبب لزوجتها العالية، لا تلبث أن تتصلب في الصخور التي تجتاحها على هيئة مدسوسات باثوليت ضخمة (الشكل 5- ح)،
فالتشوهات العظيمة والاستحالة والانصهار والنهوض الأعظمي، هي التي تؤلف لب النظام الجبلي الذي يتطابق مع أعمق أجزاء المقعر الجيولوجي. أما الغطاء الرسوبي فوق الرف القاري فينضغط ويُحشَر بين كتلة القارة وكتلة الصخور العميقة الناهضة فينطوي ويتشوه وينهض أيضاً، ليكـوِّن المجال الهامشي من النظام الجبلي الجديد. وفي كثير من أنحاء العالم توجد أجزاء من صفائح الغلاف الصخري منغرزة تحت صفائح متصادمة معها، كما توجد منظومات جبلية في طور النهوض، منها جبال الأنديز في غربي أمريكا الجنوبية.
فصفيحة المحيط المنغرزة هي صفيحة نازكا Nazca، والصفيحة القارية المتصادمة معها هي أمريكا الجنوبية، وخندق المحيط فوق نطاق الانغراز هو خندق البيرو ـ تشيلي، والمنظومة الجبلية الناهضة هي جبال الأنديز التي تنتشر فيها النشاطات البركانية. ويعتقد أن هذه النشاطات البركانية التي تحدث باستمرار على الجانب القاري من التصادم تقوم بدور رئيس في تطور هذه المنظومة الجبلية. أما جبال الهيمالايا والألب التي تعد من أشهر المنظومات الجبلية في العالم، فتتصف بنهوض شديد وتضاريس حادة وذرى شاهقة وتقع داخل القارات. أما نشأتها فقد بدأت مراحلها منذ 200 مليون سنة، ويعود نهوضها إلى تصادم صفائح قارية، فجبال الهيمالايا نهضت من تصادم صفيحة القارة الهندية مع كتلة التيبت الآسيوية، كما نهضت جبال الألب من صفيحة القارة الإفريقية مع الصفيحة الأوربية، وأدى ذلك إلى انغلاق محيط التيثس القديم.
أما جبال الابالاش التي عاصرت في نهوضها جبالاً تقع حالياً في غربي أوربة، فيعتقد أن تطورها كان في مقعر جيولوجي يتبع محيطاً أطلسياً أقدم من الحالي ببضع مئات من ملايين السنين، حين تحركت صفيحة القارة الأوربية لتتصادم مع أمريكا الشمالية، وأدى هذا التصادم إلى نهوض نظام جبلي في قارة البانجيه Pangaea، ثم انفصلت فيه جبال الابالاش عن جبال غربي أوربة، حين تكسرت هذه القارة القديمة وتباعدت أجزاؤها. ويعتقد أيضاً أن منظومات جبلية قديمة تقع داخل القارة الآسيوية، كجبال الأورال التي تعود تشكيلاتها الرسوبية إلى أزمنة الباليوزوي، قد نهضت من تصادمات قارية، ربما تكون تلك التي جمعت أجزاء قارة (البانجيه).
وتعطي ملاحظات الدروع القارية القديمة دلائل تشير إلى احتوائها على منظومات جبلية غابرة، أقدم بكثير من الباليوزوي، ولهذا يعتقد العلماء أن حركات صفائح الغلاف الصخري كانت تجري منذ أقدم الأزمنة الجيولوجية، مما أدى إلى التحام الكتل القارية وانفصالها مرات متعددة.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

اخر المواضيع

اخبار

تصميم

العاب

سباقات

{ولقد يسرنا القرأن للذكر فهل من مذكر}

Bottom

More

مقالات

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة